الثلاثاء، 16 مايو 2023

صيغ عقد الوكالة بالبيع

دور المحامين في المساهمة في الدفاع عن القيم الإنسانية

نشأت المحاماة وهي تحمل معها رسالة ذات أبعاد سامية وأهداف نبيلة لا تقتصر على زمان معين ولا مكان محدد، فهي رسالة كل من استنجد بها لدفع الظلم واسترجاع الحق وسيادة القانون دون اعتبار للجنس أو اللغة أو الدين. فمنذ العصور القديمة والمحامون حماة الحق ودعاة الكلمة الصادقة دفاعا على المشروعية والحريات العامة. ولمهنة المحاماة أعرافها التي توارثها الخلف عن السلف مستنيرا بهديها معتبرا بقواعدها متمسكا بمبادئها، وعلى مراحل دونت بعض من تلك الأعراف إما في القانون المنظم، وإما في القانون الداخلي وبعضها بقي دون تدوين والبعض وقع نسيانه أو تجاوزه لأسباب أملتها ظروف خاصة مثل أخذ الأتعاب والتمسك بالأعراف فضيلة وسلوك نبيل وهذا التمسك هو ما ينطبق على ما تعارف عليه المحامون منذ نشأة المحاماة من ممارسات ترفع بالمحامي وبمهنته وبجماعته وكيف لا "وهي ذات غايات قومية وإنسانية تستهدف الدفاع عن الحقوق الطبيعية والموضوعية للأفراد والوطن والأمة والإنسانية." وان كانت التقاليد والأعراف تنظم مهنة المحاماة بصفة عامة فان المحامي الذي يظل جزء من هذه المنظومة يبقى محكوما ومقيدا بهذه الأعراف والتقاليد وما تفرضه عليه من سلوكيات ليس فقط في حياته المهنية بل تمتد إلى حياته الخاصة حتى يحافظ على القيمة المعنوية للمهنة باعتبارها رسالة سامية قبل أن تكون مهنة لطلب الرزق فكل من يلتحق بمهنة المحاماة هاته الأخيرة التي تظل مرتبطة بالحق والعدل والمساواة يجب أن يكون متصفا بأنبل الصفات ومتخلقا بأعظم الأخلاق فرسالة المحامي رسالة في حد ذاتها غير عادية تخضع لقانون الشرف والمشرع - ومن خلاله المجتمع - أصاب حينما طالب المحامي بالتوفر على أخلاق أعلى من أخلاق أي مواطن ولابد للمنتسب لها أن يكون جديرا بها قادرا عليها مدركا لعظم قدرها ومسؤولياتها متحليا بحسن النية والتجرد والاستقامة والنزاهة والكرامة بدون إهمال ولا تفريط وان يكون في مستوى من الكفاءة يناسب جسامة المهام الموكولة له.