الخميس، 28 ديسمبر 2017

اليمن الفيدرالية ومستقبل الأحزاب


في خِضم الصراع السياسي والحرب الضروس التي مضى عليها ما يقارب ثلث عقد من الألفيه الثالثة وهي تحتدم وتفتك باليمنيين يوماً بعد يوم يُطرح السؤال نفسه عن ماهية الإحزاب السياسية في اليمن الفيدرالي الجديد بعيداً عن المركزية السياسية وكيف ستكون تلك الأحزاب رائده ومحققه للنجاحات في إدارة البلاد  ؟ وما هي الأليه واللوائح والضوابط التي ستدار بها تلك الأحزاب ؟

لذا فقد أخذت اليمن تجربة كبيرة مع التعددية السياسية التي تعد أحدى الوسائل السياسية للنظام الحزبي ، وكانت تجربة ذات فائدة لابأس بها برغم الاخطاء التي اقترفها القائمون على الأحزاب وعدم الألتزام بضوابط هذه الوسيلة ، فكل وسيلة من وسائل الأنظمة الحزبية هي جديرة بتحقيق النجاح لكن ما يعيبها هو النظام الأداري الذي ستدار به ؛

لكن كل ذلك لا يؤاتي ولا يصل بنا إلى ما وصلت به الدول المتقدمة وخير مثال على ذلك الدول الفيدرالية الديمقراطية التي يعد النظام الحزبي والانتخابي جزء لا يتجزء من شكل الدولة كأمريكا وألمانيا والبرازيل ونجاح الفدرالية مع النظام الديمقراطي ظاهر على هذه الدول ولاسيما أمريكا؛

فالبرغم من ان أمريكا تأخذ بنظام الحزبين الكبيرين إلى جانب نظام الفدرالية بعيداً عن التعددية في الاحزاب إلا أن نجاح هذه الدوله يجعل من الأخذ بهذه التجربة محل قرار الدولة اليمنية في المستقبل
ولكن الأهم من ذلك هو كيفية تكوين الأحزاب ؟ وما هي الشروط والرؤية الصحيحة والفعالة لإيجاد أحزاب فعالة في المجتمع تكون بعيدة عن التركيبة المغلوطة التي بنيت عليها الأحزاب المتواجده على الساحة اليمنية اليوم

فالأحزاب السياسية المتواجده الان في الساحة السياسية تعد أحزاب ذات بناءً هش تم تأسيسها لتحقيق أغراض محدودة وأعضائها ليس لهم من الأفكار والرؤى ما يمكنهم من خدمة المجتمع وهذا ما جعل اليمن تعيش صراعاً حزبي اصبحت فيه الأحزاب منبوذة ومجرد تجربة فاشلة وهذا الأمر لا يعيب الوسيلة وأنما القائمون على الأحزاب والمؤسسين لها !

فنشاهد أن الحزبية في البلدان المتطورة قد أقيمت على بناءً سليم يكون الحزب قوامه من نخبة المجتمع فيكون المؤوسسين هم رواد الإقتصاد وقادة الرأي بينما يكون أعضاء الحزب هم مجموعات من الأدباء والفلاسفة والمحامون والمهندسين والأطباء والأكاديميين والمفكرين والمبدعون وبحيث لا يتجاوز عدد أعضاء الحزب أكثر من ثلاين او خمسون ألفاً يكون لإهولاء الإعضاء دور أساسي في رفد الحزب بالخطط والافكار التي من شأنها بناء دولة متطورة فيعملون هولاء على تكوين برنامج بتكاتفهم جميعاً فكلاً يأتي بما في جعبتة ويدلي بدلوه ويصيغونه كبرنامج أنتخابي يعرضونه على الشعب ومن ثم للشعب الإختيار
، وليس كما هو سائد لدينا في اليمن فكل حزب يسعى لان تكون ضخامة أعضاءه هي المهيمنة حتى يتسنى له الحصول على اكثر الاصوات فكل حزب يهب العضوية لاي مواطن حتى ولو كان العضو غير موافقاً لشروط الانتخاب وهذا مالا نحبذه ولا نقبله في الدولة الجديدة

فيلزم على الأحزاب القائمة اليوم أن تقوم بالهيكله وأعادة ترتيب صفوفها واختيار اعضائها وفقاً لما يمكنها من الوصول بالبلاد إلى قائمة الدول الحديثة فتجعل النخب المتعلمة على رأس الحزب ولا تسمح للأفراد بالإنظمام إليها إلا من كانت له القدرة على رفد الحزب بما يجعله يكون على رأس السلطة ،

وأهم ما يجب على الأحزاب أن تكون فيه هي أن تكون في بنية خالية من التعاليم المذهبية المغلوطة وبعيدةً عن التغني بالدين حتى يتسنى لها النجاح ،

نعم مستقبل الأحزاب مبهر إن تم بنائها بما يوافق متطلبات الشعوب والجمهور لا متطلبات الجماعات والفئات والمذاهب .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق