الجمعة، 18 يناير 2019

الدين لله والوطن للجميع

شعاراً نهضت على أثرهِ أمم كانت تعصف بها العصبية ويقيد نهضتها الإمتثال للإنتماء 


المذهبي والديني ، فحيث يكون الشعار " الدين نحن أحق به والوطن لمن يدين بديننا " نرى إنحلال للدولة وإنكسار لبنيتها الإجتماعية والإقتصادية والسياسية 

لذا تنوع الطوائف والأديان وتقبل الأخر يؤدي إلى التعايش والتنوع والتنمية وتحقيق المكسب ،ذلك المكسب الأهم والمهم وهو بناء الدولة التي لها قوانينها والتي تقبل بالجميع وتنظم حياتهم ككل ! 

فلا تمييز ولا تفضيل لفئة على فئة فالتأثير يكون بحسن التعامل فالدين المعاملة ، والإسلام ليس سلاح وسوط وإنما فجراً

وشمس وخلق

فمقت الآخرين بحجة انه يدين بديناً أخر ليس من الإسلام ولا من أخلاقة ولا من تعاليمة ، فقد تعايش رسول الله صلى الله علية وسلم مع اليهود فالمدينة وهو يعلم أنهم يكيدون له الشر ويحيكون له المؤامرات ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم وضع القواعد والقوانين والمواثيق فحكم بها ولم يحكم عليهم بعلمهِ بطباعهم ونواياهم 

فكان يعلم بأن عبدالله بن أبي بن سلول منافق ولكنة قْبل منه الإسلام ولم يرفضه ولم يحاربة وهو يعلم أنه اشراً نجس حتى قدم على إظهار نواياه واخراجها في تصرفات شريرة مخالفةً لتلك القوانين والمواثيق 

فاطلق عليه الرسول ومن معة بالمنافق وأعلن محاربتة 

ولم يحكم علية بكيفة وإنما حكم عليه بحسب القوانين التي تحكم المحيط المتنوع الأديان والتي تتوافق مع جميعها

فالوطن للجميع والدين لله عز وجل 

فالدين العام يندرج تحته كل الأديان كان وضعياً أم سماوياً فاسداً أم صحيحاً

والدين الخاص هو الإسلام الذي جاء به محمد صلى الله علية وسلم   

فرسول الله حين قال الدين المعاملة هو بهذا القول الحسن يعلمنا أن الدين ليس تجبر ولا تكبر ولا تجمهر ولا مقت ولا قتل ولا سلب ولا نهب ولا تخوين ولا أمتهان وإنما الدين المعاملة ، فإن كان المسلمين يتعاملون على منهجاً صحيح فإن الإسلام هو الدين الحق فمعاملتك مع أهلك ومعاملتك مع جيرانك ومعاملتك مع أهل ملتك ومعاملتك مع من يدينون بغير دينك هي من تحدد الدين .

فلا تكفير ولا تنفير ولا تهجير وإنما تعايش وحب الآخرين والقبول بالغير فحسن المعامله هو الدين وهو الجوهر في الإسلام 

فلنا في سنغفورا وتركيا وماليزيا والهند وغيرها الكثير أمثلة على ذلك التنوع الذي نهض على هذا الشعار وعلى هذا الفكر بأن الوطن للجميع وان الدين لله فالقانون يسري على الجميع وينظم حياة الجميع ويكفل حق المواطنة وتقسيم الثروة ،

فإدعاء فئه بأنها تقوم بحق الله وتطبق دين الله وتحكم بحكم الله وتكفر بقول الله وتقتل بأسم الله وتأمر بدين الله ليس إلا إنحطاط يهد عرش الدولة والدين وينسف كيانها ويورث الموت والحقد والتخلف والعيش في مستنقع المهانة والإرتزاق  

فالدين لله والوطن للجميع .

 

__________

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق