الأحد، 13 يناير 2019

تعزية مواساة تتسبب في ثورة


جندي في القوات الخاصة ضاقت به الدنيا بعد أن انقطع عنه راتبه الذي يعول به أسرته المكونة من ابنين وأبنتان وزوجة ،
لم يستسلم لتلك الصعوبات التي سببتها الحرب فأخذ يعمل في حرفة ابيه الذي توفي ليعول أسرته ، لكن لم تعد تلك الحرفة مجدية مع ارتفاع المشتقات النفطية وتدهور الاقتصاد حتى يكسب منها ما يكفية واسرته البسيطة في تلك المدينة التي سيطرت عليها ميليشيات الحوثيين، 

اخذ بالعزم على مغادرة بلادهِ ذآهباً إلى مدينة مأرب التي تخلو من تلك الميليشيات التي أهلكت الحرث والنسل طالباً للرزق فيها ، 
اشتغل في الحجر والطين فكد وجد ومضت مايقارب العشرون يوماً وإذا بهِ لم يجني سوى عشرون الف ريال أرسلها لزوجتة وابناءه ليسدو جوعتهم ويقضو حاجتهم بها والتي لا تكفي إلا لكيسين من الدقيق والبر فقط ، 

لكن ذلك الجندي الذي قاتل الحوثيين ستة حروب في صعدة حتى دخل الى جرف حسين الحوثي وكان أحد الذين قاموا بتصفية ، لم يصطبر حتى تموت عائلته جوعاً والميليشيات تنهش في اقتصاد البلاد ، وتسرف في زهق الارواح ، وتفجر المنازل ، وتهتك الاعراض دون ان يستنفر للواجب فقرر ذاك الجندي البطل الذي اسمه علي على إن يلتحق بقوات الشرعية فقرر الالتحاق بقوات المقاومة المشتركة بقيادة طارق بالساحل الغربي ليأخذ في ردع الميليشيات ويلقنهم مع رفاقة بيارق الصمود والنصر ، 

اخذ يحاربهم بكل عزيمة ويتقدم الصفوف ويسطر اروع الملاحم فكان راس حربه مؤمنا بالقضية التي يحارب من أجلها ، عازماً على أعادة الجمهورية مع رفاقة إلى نصابها 
..
مضى على صمودهِ شهرين وكعادتة يهجم على مواقع العدو فيسيطر ويتمكن منها 
مع رفاقة 
لكن في وضح الفجر أعد العدو له قناصاً ليتخلص من هذا البطل الذي ملىء قلوبهم رعباً،
فما أن بزغ الفجر الا وذاك الجندي ملقياً على تراب الوطن شهيداً يسقيها من دمه الطاهر تاركاً وراءه محبيه ورفاقه واسرته الفقيره التي تنتظر عودته بعد أن وعدهم أن يرجع اليهم قبل عيد الفطر الذي لم يتبقى لهُ سوى عشرة ايام !

وصل نبأ أستشهادة إلينا فقمت أنا بتحرير منشور تعزية عامة لسرتة بأستشهادة على موقع التواصل الإجتماعي فيس بوك 
ولكن ما إن مرت الساعات القليلة إلا وإذا بجحافل المكر والخديعة وعشاق الإستعباد وتكتيم الافواه رواد الكهوف ولاعقي البردقان والافكار الضاله يعلنون حالة الطوارىء على كل من أعُجب أو علق على ذلك المنشور اخذين في التحقيق معهم مرددين أن هذا الجندي ليس شهيد وانما مجرد خائن
حتى وصل بهم الحال إلى منع أسرتة من أقامة مراسيم العزاء واي تعازي يقومون بها سيكون مصيرهم المعتقل  .

ليس سوى مجرد منشور يا ساده .. وليس بهِ سوى كلمات مواساه لاسرتهِ فما لكم ولهم ولهذه الكلمات المهدئة للحزن !

لكن ما تزال تلك العقول المتحجرة جحافل الموت الحوثية هي من تصنف الموتى وهي من توزع كراسي الشهاده وهي من تمنح مفاتيح الجنة 
فيحسبون أنهم النسل المختار كبني أسرائيل  وان النبوة من حقهم ، يتناقلونها بالإرث ، وأنهم وحدهم خلفاء الله في الارض .

 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق