الخميس، 8 أكتوبر 2015

كاريزما عفاش وتلبيس إبليس "

الخميس ٢٤ ذو الحجة ١٤٣٦

بين حنكة القائد وتعاليم إبليس ولد المدعوا عفاش الزعيم على مراء ومسمعً من أهله وعشيرته ،لـ يطل على التاريخ بشخصيته القروية البدائية ،ولـيبدأ حياته راعياً للأغنام يجول ويصول بين الوديان والجبال ذآت الألوان الشاحبة والقيعان القاحلة المجردة من النباتات والخضرة يبحث عن الكلأ (الماء والمرعى) لتلك الماشية التي يقودها،وباحثا عن ما يسد رمقهُ من الجوع .

بلغ عفاش الزعيم طور الصبا ولا زآل قروياً هلوعا ولوعا جزوعا لا يقراء ولا يكتب يحمل العصا بكلتا يديه جلُ هَمةِ أن يفرض نفسه قائداً ،ومهما كان نوع ذلك القطيع الذي يقوده __؛

هكذا ظل عفاش يرعى الأغنام والدواب يسيح ويسرح في القرى والمدن ؛ لم يكن عفاش يلازم حدود قريته لرعاية أغنام والده ، اما تلك الأغنام لم يكن يعيرها الاهتمام فكانت تمسي ليلها تتضور جوعاً وتصبح كما أمست لايكترث لحالها لأنه لم يكن يقوم برعايته كما يجب ، فكان ما يهتم إليه هو أن تشبع بطنه ويرى قطيع الأغنام أمامه ماسكاً العصا في يديه يقود ذلك القطيع مانعاً أن يشاركة في الرعي أحداً مِنْ إخوانه ؛

إلا أنٌه عندما كان يذهب إلى رعي الأغنام كان عفاش لا يفقه سواء أن يأكل الأغنام هو و أصدقائه من الرعيان غير مكترثاً للحساب والعقاب الذي سيطوله من قِبل والديه "فحصة الأسد أن تكون من نصيبه ،ويكون هو المسيطر على من حواليه " هي ما يكترث إليها ولو على حساب أبويه وإخوانه الذين ينتظروا خراج مايمتلكونه من الماشية لــ تغطية إحتياجاتهم الأساسية و الضرورية من الملبس والمشرب والمأكل ؛

 فكان عفاش عندما يحل المساء وتغيب شمس النهار يعود إلى القرية ونفسيته في منتهى النشوة والأريحية مؤمناً بإبليس ألعين أن يُفبرك له الخدع والأكاذيب التي يوآجه بها أسئلة والده ، فكان والد عفاش المغلوب على أمره يرى النقص في عدد الأغنام فيسئلة لما الأغنام ناقصة في عددها ولما هي جائعة فيجيبه عفاش بما يُهدى من إنزعاجه مستلهماً الأكاذيب والأقاويل المستصحبة للهدوء فيوما يقول أنها ضاعت ويوم بحجة الموت ويوم أنهُ أكلها الذئب وعلى هذه الحال يأكلها ويأتي بأعذار تغطي بشاعة أفعالة .

وهكذا ظل والده يصيح عليه في كل مرة عندما يعود إلى المنزل وهي جائعة ًناقصة في أعدادها ، لم يكن عفاش يأبه لأمر والده وأحتياجات إخوانه ، واستمر عفاش على هذا الحال يرعى الأغنام ويأكل كل رضيع تلده تلك الأغنام بعيداً عن أهله وعشيرته، ومع الأيام تناقصت تلك الأغنام إفتراساً من عفاش وموتاً بسبب الجوع واستمر في ذلك إلى أن لم يبقى منها شي .

المُهم قرر عفاش الزعيم صاحب الكاريزما القيادية المجردة من المهارات العلمية والإنسانية أن يلتحق بركب الجيش وبعد أن قضى على قطيع الأغنام التي كانت بالنسبة لوالده وإخوانه المغلوب على أمرهم هي كل مايمتلكونه من المال والضمار ، ليصعد من أوساط الجنود تاركا الخلفية للجيش ليرتقي بسماختهِ ً وعنفوانهِ ومنهجه الرديكالي في الحياة إلى جوار من يمتهنون القيادة في السلطة من الضباط والعسكريين ليسير بأفكارهم ومعتقداتهم وأهوائهم المقترنة لديهم بما يحتاج إلى  المخاطرة وتلبية ما يحتاجه منه أولئك القادة العسكريين الذين يفوقونه رتبةً ومكانه ، فكان القادة العسكريين والقيادات السياسية إذا أرادو أن يحققوا مأربهم الخاصة وهي تتمثل في حرق للقانون كأرتكاب جريمة إبتزاز او التخلص من شخص او ارتكاب عملية إكراه واختطاف او يوجهوا تهديد لشخص ما او تصفية حساباتهم مع سياسيين مناهضين لهم ، كان عفاش هو الجندي المطيع الذي يخطر في أذهانهم ليحقق لهم مبتغاهم وما يهوسون إليه من نوايا سيئة ، فعفاش في نظرهم هو السميخ الذي لا يكترث ولا يأبه لحياته لأنه لا يملك مايخسر علية سواء أن يحقق لهم رغباتهم - وتحقيق رغباتهم هو الأمر الذي من شأنه أن يجعله مقربا إليهم وإلى المناصب القيادية في السلطة بالتحديد .

وبالفعل وصل عفاش إلى حاشية السلطة وحقق ما أراده هاجس القيادة دون أدنى إعتبار للقيم أو للأخلاق أو للآخرين من حولة فلم يكُن يخضع ضميره للمحاسبة او يخاف من عواقب الآخرة ولأن مخزونه من الإيجابيات فارغ كانت ذآته الشعورية تطغى على ألانا العليا والقيم المثلى فهاجس القيادة هو المسيطر على تلك النفس بكل أقسامه ، فتجردة من قيم المعرفة وإنعدام الثقافة الدينية والإنسانية لدية وغياب الواسع الديني جعل من إبليس أللعين هو المسيطر على ذلك الهاجس وهو الموجهة لـ كاريزما عفاش القيادية ،

فمن لا يمتلك المعرفة والمعلومة والقلم والمؤهل والأخلاق ولم تحسن تربيتة لن يستطيع أن يصل إلى المراتب والمناصب العليا وإن كان ذا شخصيتةً قيادية منذ نعومة أضافرة إلا إذا سلك طريقاً غير طريق الخير الآ وهو طريق الشيطان فأرضى إبليس ورضي لـ نفسة أن يكون إبليس دليله ونصيره إلى ما يصبوا إليه من أفعال الشر فما كان من إبليس ألا يكون سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به إلى المعاصي ويده التي يبطش بها وقدمة التي يمشي بها حتى يقول إبليس وإذا سألني الإنسان في أفعال الشر والتدمير والتنكيل لأسهلن له ما أستطعت ، ولمن لا زال متأثراً بشخصية عفاش فهذا هو عفاش بين شخصية القائد وتلبيس إبليس .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق